إخوتي في الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكم هذه الرسالة من صميم القل...ب، ومن خالص المحبة في الله ..وأقول في البداية: إني أحبكم في الله، وأسال الله أن يجمعني وإياكم في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. إخوتي في الله .. كل منا معرضٌ للخطأ والزلل وليس فينا من معصوم!! فنركب الأخطاء وتركبنا، ونصارع الشهوات فتارة نصرعها وتارة تصرعنا.. ونجاهد الرغبات فإما أن ننتصر عليها وإما أن تكون هي المنتصرة علينا .. وهكذا دواليك .. وفي هذا أخي أختي ما يميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من الفاجر ، والتقي من الشقي !! .. نعم فجميعنا قد جعل الله فيه الشهوات ..وغرز في أنفسنا الرغبات ..ألم تقرؤو قوله تعالى : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} ..لكن لسنا جميعا سواء !! ..منا من أصبح عبدًا لشهواته ، أينما توجهه توجّه، ويريد الحصول على كل ما يرغب فيه ويشتهيه ولو كان ( والعياذ بالله ) حرامًا ومنكرا، ومنّا من ملك زمامه، وجعل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا إمامه ، فإن اشتهى حراما استعاذ بالله، وأناب إليه، وبكى، وانتفض، وارتعد وطلب من ربه العون والستر.
أخي الحبيب أختي العزيزة.. بعد هذا العرض الذي قدمته لكم ..أسألكم سؤالاً ولا أنتظر إجابتكم بل أحب أن تجيبو على نفسكم: هل أنت عبد لشهواتك ورغباتك وهواك ..؟؟ هل أنتي أمة لشهواتك و هواكي ؟؟ أم أننا مسيطرون على شهواتنا ورغباتنا وهوانا..؟؟ سؤال قد يكون جوابه سهل علينا ..لأنكنا الأعلم بنفسنا ..
فإن كنت أخي و انتي أختي و أنا معكم من الصنف الأول فاسمع قول خالقك: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} .
أخي أختي : نحن مخلوقون من لحم وعظم ..!! إن تعرضنا للنار لثوانٍ معدودات اسود جسمنا، وذاب لحمنا وتشوه .فما بالك بالبقاء في نار السموم ؟؟ وأنت و أنتي و أنا ظعفاء لا نستطيع العيش بسلام مع الدنيا إلا بعون الله وتوفيقه .فكيف تحصل على العون والتوفيق منه وأنت مقصر، ومعرض ؟؟فخسران في الدنيا ، وخسران في الآخرة فيك يجتمعان ؟؟ أخي أختي : لقد أودع الله فينا عقلا مفكرا، أفلا ننظر إلى ما أنعم الله علينا به من نعم ؟؟..فكيف لا نحكم عقلنا فنتبع الصراط المستقيم ؛ الصراط الذي يريدنا الله أن نكون عليه ،ونمضي فيه ؟
أخي أختي : قال صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)) .. فانظر كيف غيبت الإيمان حيث لم تجعل هواك تبعا لما جاء به صلى الله عليه وسلم.
أخي الحبيب أختي العزيزة : عدو إلى رب العالمين ..ولنفتح صفحة جديدة نقية خالية من الشوائب بيننا وبين الله ..صفحة تسطر فيها كل فضيلة ، وكل صالحة، ونملأها بكل ما نستطيع من خير، وتذكروا قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: ((حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات)) حمانا الله من غوائل الشيطان، والسلام.