وفقدت يا وطني البكارة .. ولم يكترث أحد وسجلت الجريمة ضد مجهول .. وأسدلت الستارة نسيت قبائلنا أظافرها .. تشابهت الأنوثة والذكورة في وظائفها تحولت الخيول إلى حجارة .. لم تبق للأمواس فائدة .. ولا للقتل فائدة فإن اللحم قد فقد الإثارة .. دخلوا علينا .. كان عنت...رة يبيع حصانه بلفافتي تبغٍ وقمصان مشجرة .. ومعجون جديد للحلاقة .. كان عنترة يبيع الجاهلية .. دخلوا علينا .. كان أخوال القتيلة يشربون الجن بالليمون يصطافون في لبنان .. يرتاحون في أسوان .. يبتاعون من خان الخليلي الخواتم والأساور . والعيون الفاطمية .. مازال يكتب شعره العذري قيس .. واليهود تسربوا لفراش ليلى العامرية .. حتى كلاب الحيّ لم تنبح .. ولم تطلق على الزاني رصاصة بندقية .. ( لا يسلم الشرف الرفيع .. ) ونحن ضاجعنا الغزاة ثلاث مرات .. وضيعنا العفاف ثلاث مرات .. وشيعنا المروءة .. بالمراسم والطقوس العسكرية .. ( لا يسلم الشرف الرفيع ..) ونحن غيرنا شهادتنا .. وأنكرنا علاقتنا .. وأحرقنا ملفات القضية .. العالم العربي يبلع حبة البث المباشر .. (يا عيني على الصبر ياعيني عليه ..) والعالم العربي يضحك لليهود القادمين إليه من تحت الأظافر يأتي حزيران ويذهب .. والفرزدق يغرز السكين في رئتي جرير .. والعالم العربي شطرنجٌ وأحجارٌ مبعثرةٌ .. وأوراقٌ تطير .. والخيل عطشى .. والقبائل تستجار ولا تجير .. العالم العربي غانية تنام على وسادة ياسمين.. فالحرب من تقدير ربّ العالمين .. والسلم من تقدير ربّ العالمين .. يا أيها الوطن المسافر في الخطابة والقصائد والنصوص المسرحية يا أيها الوطن المصور في بطاقات السياحة والخرائط والأغاني المدرسية يا أيها الوطن المحاصر بين أسنان الخلافة والوراثة والإمارة وجميع أسماء التعجب والإشارة .. يا أيها الوطن الذي شعراؤه يضعون كي يرضوا السلاطين الرموش المستعارة .. يا سيدي الجمهور إني مستقيل .. إن الرواية لا تناسبني .. وأثوابي مرقعة .. ودوري مستحيل .. لم يبق للإخراج فائدة .. ولا لمكبرات الصوت فائدة .. ولا لمدرب الأفيال فائدة .. ولا للشعر فائدة .. وأوزان الخليل .. يا سيدي الجمهور سامحني إذا ضيعت ذاكرتي وضيعت الكتابة والأساطر .. ونسيت أسماء الشواغر .. إني قتلتك أيها الوطن الممدد فوق أختام البريد وفوق أوراق الطوابع .. وذبحت خيلي المضربات عن الصهيل .. إني قتلتك واكتشفت بأنني كنت القتيل .. يا سيدي الجمهور سامحني .. فإن دور مهرج السلطان دور مستحيل