السؤال: أنا قد تبت إلى الله عن فعل فاحشة وكانت الأولى والأخيرة عن ضعف، وبعد مقاومة شديدة ولكن غلبني الضعف
هل زوجة هذا الرجل لها ذنب في رقبتي، أنا ابتعدت بكل وسيلة احتراما لهذه السيدة وهذه الأسرة فأنا لم أكن أعلم بهم حين تعرفت بالشخص الذي يهدية الله. مشكلتي أنني تعلقت وأنا في حالة من اليأس والفراغ والعناء لفقدان زوجي، وبعد فترة كبيرة ابتعدت عنه ولكن فضولي كان يشدني إلى أن أعرف لماذا يفعل ذلك رغم أن الله رزقه بالزوجة والولد؟ فبت أتكلم وأسأله. هو نفسه تعلق بي ولكن عن رغبة، وظل الصراع انتصرت عليه كثيرا وعلى ضعف نفسي ولكن لا أعلم كيف أقنعت نفسي أنني أستطيع حمايتها من ضعفها فأنا ضعفت بشدة أمام رغبته، الغريب أنه إنسان طيب من داخله وبه صفات جميلة ولكن الضلال غالب عليه، وغلبني فأنا فعلت الفاحشة عن غباء فلم آخذ إلا الخزي والعار والندم، أنا تبت وأستغفر كل يوم فأنا حافظت على عدم خيانة هذه السيدة وحاولت وقاومت كثيرا، ذهبت لبيتها بإرادتي وخنتها رغما عني. ما دينها في رقبتي وكيف أكفر لها؟ مع العلم أنه دائم الخيانة في بيت الزوجية أنا أعرف أني أستحق الموت ولكن الله يعلم كم قاومت ولكن غلبتني فكرة أنني أستطيع إصلاحه فسقطت معه في الهاوية. وأدعو الله أن يهديه ومن مثله ويتقبل توبتي
فأنا أتعذب بهذه الصورة ليل نهار ولا أعرف متى وكيف سأشعر بالراحة أنني كلما غمضت عيني تذكرت مزلتي وهوان نفسي على نفسي، ستر الله كل مؤمن. أسألكم الدعاء لي يالتثبيت لعل الله يتقبل توبتي فرغم أنني أخطأت وأذنبت إلا أنني هذه المرة أشعر أنني تخلصت من لعنة هذا الخطأ الذي جرني إلى الخطيئة فإنني طوال زواجي لم أخطئ في حق زوجي أنا طلبت الزواج منه ليعفني ويعف نفسه ونتوب قبل أن أخطئ وتوهمت أنه سيوافق ولكن النتيجة أنني وقعت في ما لم أكن أنتظر وقاومتة بكل قوتي.
الفتوى:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزنا من أشنع الجرائم التي تجلب غضب الله، وإذا كان من رجل محصن أو امرأة محصنة فهو أعظم جرماً، فما وقعت فيه مع هذا الرجل معصية عظيمة، وجريمة شنيعة توعدّ الله فاعلها بالعذاب في الدنيا والآخرة. وليست فظاعة هذه الجريمة لكونها خيانة لزوجة هذا الرجل أو جناية في حقها وفي حق الأسرة- وإن كان هذا الفعل الشنيع يلحق الضرر بالزوجة والأسرة-وإنما الجرم الفظيع في حق الله تعالى بتعدي حدوده والاجتراء على محارمه.
فعليك التوبة النصوح إلى الله بالإقلاع عن الذنب، واستشعار الندم على فعله، والعزم على عدم العود لهذا الفعل، وقطع كل علاقة بهذا الرجل وسد أبواب الفتنة ومداخل الشيطان، وننبه السائلة إلى أنها ما وقعت في الفاحشة إلا لتهاونها في التزام أوامر الله، وتعديها لحدوده، فإن الشرع قد حرّم كل ما يفضي إلى الزنا ويدعو إليه وجعل لتعامل الرجال مع النساء الأجانب حدوداً تحقق العفة وتصون الأعراض وتحافظ على طهارة القلوب، فالخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية حرام، والحديث بينهما لا يكون إلا للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً في حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الخلاعة والليونة وإزالة الكلفة، وأمر الله المرأة بالحجاب كما أمر بغض البصر.
فالواجب عليك التزام أوامر الله والوقوف عند حدوده، والاستعانة بالله والاعتصام به والتوكل عليه، وعليك بالحرص على مصاحبة الصالحات وسماع المواعظ و دروس العلم النافع.
وعليك بالستر على نفسك، فلا تخبري أحداً بذلك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:... أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
والله أعلم.