عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- قَالَ "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" رواه مسلم والتُرمذي
· وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا" رواه أحمد
· وقد قال بعض العلماء فى شرح هذا الحديث ان الحسنة بعشر امثالها، فالذى يصوم شهر رمضان كأنه صام عشرة اشهر ثم يصوم ستا اخرى بستين يوما فكأنه بذلك صام العام كله
· وهذا التفسير العددي لنا فيه نظر، لانه فى الواقع لم يثبت اى فضل لصيام تلك الايام الست من شوال، فلو كان هذا التفسير صحيحا لكان الحديث هو "من صام رمضان ثم اتبعه بأى ستة ايام اخرى من العام كان كصيام الدهر" ولكن تخصيص سته ايام من شوال يعنى ان لهذه الايام الست من شوال فضلها الخاص، ولعل هذا الفضل هو ان من يصوم رمضان ثم ستا من شوال يكتب له ثواب صيام الدهر كله وذلك فى كل عام والله أعلم
· ملاحظة: وجدت البعض يطلق على الست من شوال "الستة البيض" وهذا أمر ليس له اصل ولا حتى منطق، فهناك الثلاثة ايام البيض، وهي أيام 13 و 14 و 15 من كل شهر عربي، وصيامها سنة مؤكدة، وسميت البيض لأن القمر فيها يكون مكتملاً، أما الست من شوال فهي في أول الشهر ولا علاقة لها بتسميتها بالبيض (!)
· وهناك مسائل فقهية بخصوص صيام الست من شوال يكثر السؤال عنها فى كل عام:
· المسئلة الأولى والثانية: هي هل نصوم الست من شوال بعد يوم الفطر مباشرة، ام يمكن بعد يوم الفطر بأيام ؟ وهل تصام متابعة ام متفرقة ؟ الإجابة: أن المذهب المالكي فقط هو الذي يشترط أن تُصَام متتابعة بعد يوم الفطر مباشرة، أما بقية المذاهب (الحنفية والشافعي وأحمد) فتجيز أن تصام متفرقة، وتجيز أن تؤخر بعد يوم الفطر في اي ايام من شهر شوال، الأمر إذن فيه وُسع، والافضل هو ان تصام متتابعة بعد يوم يوم الفطر مباشرة
· المسئلة الثالثة: هى هل صيام الست من شوال بعد القضاء ام قبل القضاء ؟ يعنى اذا كان عليك بعض ايام لم تصمها فى رمضان بسب مرض او سفر او حيض او نفاس فهل يجب ان تقضى هذه الايام اولا ثم تصوم ست من شوال ام يجوز ان تصوم الست من شوال ثم تقض ما عليك، والاجابة: ان الامر فى ذلك أيضا وسع، يمكنك هذا ويمكنك ذاك، والافضل هو ان تقضى ما عليك اولا ثم تصوم الست من شوال
· المسئلة الرابعة: هل يمكن الجمع بين نية صيام ستا من شوال مع نية القضاء، مثال: امرأة عليها ستة أيام بسبب الحيض، هل يمكنها أن تصوم في شوال ستة أيام بنية قضاء ما عليها، ونية صيام الست من شوال معاً ؟ الإجابة: هذا جائز فقط على مذهب الشافعية، فعند الشافعية مثلا يمكنك أن تدخل المسجد فتصلى ركعتين بنية سنة الصلاة وتحية المسجد معاً، أن أما بقية المذاهب فلا تجيز الجمع بين نيتين، وعلى هذا الأفضل أن تقضى ما عليك، ثم تصوم الستة من شوال كلِ في أيام منفصلة، فاذا لم تقدر على ذلك فاجمع بين النيتين
· المسئلة الخامسة: من كان له عذر فى شوال كمن يكون مريضا طوال شوال، او امرأة نفساء طوال شوال فهل يمكن ، فهذا يمكنه أن يقضى الست من شوال في فى ذى القعدة ويكون له اجر صيام ستا من شوال بفضل الله ومنته
اللهم تقبل اعمالنا فى رمضان وثبتنا على ما كنا عليه فى رمضان
الخميس أكتوبر 08, 2009 4:06 am
